الباب السابع
في آداب الناس كلهم مع القرآن
ثبت في صحيح مسلم رضي الله عنه عن تميم الداري رضي الله عنه قال إن النبيصلى الله عليه وسلم قال الدين النصيحة قلنا لمن قال لله ولكتابه ولرسوله ولأئمةالمسلمين وعامتهم قال العلماء رحمهم الله النصيحة لكتاب الله تعالى هي الإيمان بأنهكلام الله تعالى وتنزيله لا يشبهه شيء من كلام الخلق ولا يقدر على مثله الخلقبأسرهم ثم تعظيمه وتلاوته حق تلاوته وتحسينها والخشوع عندها وإقامة حروفه فيالتلاوة والذب عنه لتأويل المحرفين وتعرض الطاغين والتصديق بما فيه والوقوف معأحكامه وتفهم علومه وأمثاله والاعتناء بمواعظه والتفكر في عجائبه والعمل بمحكمهوالتسليم بمتشابهه والبحث عن عمومه وخصوصه وناسخه ومنسوخه ونشر علومه والدعاء إليهوإلى ما ذكرناه من نصيحته
فصل
أجمع المسلمون على وجوب تعظيم القرآن العزيز على الإطلاقوتنزيهه وصيانته وأجمعوا على أن من جحد منه حرفا مما أجمع عليه أو زاد حرفا لم يقرأبه أحد وهو عالم بذلك فهو كافر قال الإمام الحافظ أبو الفضل القاضي عياض رحمه اللهاعلم أن من استخف بالقرآن أو المصحف أو بشيء منه أو سبهما أو جحد حرفا منه أو كذببشيء مما صرح به فيه من حكم أو خبر أو أثبت ما نفاه أو نفى ما أثبته وهو عالم بذلكأو يشك في شيء من ذلك فهو كافر بإجماع المسلمين وكذلك إذا جحد التوراة والإنجيل أوكتب الله المنزلة أو كفر بها أو سبها أو استخف بها فهو كافر قال وقد أجمع المسلمونعلى أن القرآن المتلو في الأقطار المكتوب في الصحف الذي بأيدي المسلمين مما كمالدفتان من أول الحمد لله رب العالمين إلى آخر قل أعوذ برب الناس كلام الله ووحيهالمنزل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وأن جميع ما فيه حق وأن من نقص منه حرفاقاصدا لذلك أو بدله بحرف آخر مكانه أو زاد فيه حرفا مما لم يشتمل عليه المصحف الذيوقع فيه الإجماع وأجمع على أنه ليس بقرآن عامدا لكل هذا فهو كافر قال أبو عثمان بنالحذاء جميع أهل التوحيد متفقون على أن الجحد بحرف من القرآن كفر وقد اتفق فقهاءبغداد على استتابة ابن شنبوذ المقرئ أحد أئمة المقرئين المتصدرين بها مع ابن مجاهدلقراءته وإقرائه بشواذ من الحروف مما ليس في المصحف وعقدوا عليه للرجوع عنه والتوبةسجلا أشهدوا فيه على نفسه في مجلس الوزير أبي بن مقلة سنة ثلاث وعشرين وثلثمائةوأفتى محمد بن أبي زيد فيمن قال لصبي لعن الله معلمك وما علمك قال أردت سوء الأدبولم أرد القرآن قال يؤدب القائل قال وأما من لعن المصحف فإنه يقتل هذا آخر كلامالقاضي عياض رحمه الله
فصل
ويحرم تفسيره بغير علم والكلام في معانيه لمن ليس منأهلها والأحاديث في ذلك كثيرة والإجماع منعقد عليه وأما تفسيره للعلماء فجائز حسنوالإجماع منعقد عليه فمن كان أهلا للتفسير جامعا للأدوات التي يعرف بها معناه وغلبعلى ظنه المراد فسره إن كان مما يدرك بالاجتهاد كالمعاني والأحكام الجلية والخفيةوالعموم والخصوص والإعراب وغير ذلك وإن كان مما لا يدرك بالاجتهاد كالأمور التيطريقها النقل وتفسير الألفاظ اللغوية فلا يجوز الكلام فيه إلا بنقل صحيح من جهةالمعتمدين من أهله وأما من كان ليس من أهله جامع لأدواته فحرام عليه التفسير لكن لهأن ينقل التفسير عن المعتمدين من أهله ثم المفسرون برأيهم دليل صحيح أقسام منهم منيحتج بأنه على تصحيح مذهبه وتقوية خاطره مع أنه لا يغلب على ظنه أن ذلك هو المرادبالآية وإنما يقصد الظهور على خصمه ومنهم من يقصد الدعاء إلى خير ويحتج بآية أنتظهر له دلالة لما قاله ومنهم من يفسر ألفاظه العربية وقوف على معانيها ثم أهلهاوهي مما لا يؤخذ إلا بالسماع من أهل العربية وأهل التفسير كبيان معنى اللفظوإعرابها وما فيها من الحذف والاختصار والإضمار والحقيقة والمجاز والعموم والخصوصوالتقديم والتأخير والإجمال والبيان وغير ذلك مما هو خلاف الظاهر ولا يكفي مع ذلكمعرفة العربية وحدها بل لا بد معها من معرفة ما قاله أهل التفسير فيها فقد يكونونمجتمعين على ترك الظاهر أو على إرادة الخصوص أو الإضمار وغير ذلك مما هو خلافالظاهر وكما إذا كان اللفظ مشتركا في معان فعلم في موضع أن المراد أحد المعاني كلما جاء به فهذا كله تفسير بالرأي وهو حرام والله أعلم
فصل
يحرمالمراء في القرآن والجدال فيه بغير حق فمن ذلك أن يظهر فيه دلالة الآية على شيءيخالف مذهبه ويحتمل احتمالا ضعيفا موافقة مذهبه فيحملها على مذهبه ويناظر على ذلكمع ظهورها في خلاف ما يقول وأما من لا يظهر له ذلك فهو معذور وقد صح عن رسول اللهصلى الله عليه وسلم أنه قال المراء في القرآن كفر قال الخطابي المراد بالمراء الشكوقيل الجدال المشكك فيه وقيل وهو الجدال الذي يفعله أهل الأهواء في آيات القدرونحوها
فصل
وينبغي لمن أراد السؤال عن تقديم آية على آية في المصحف أو مناسبة هذهالآية في هذا الموضع ونحو ذلك أن يقول ما الحكمة في كذا
فصل
يكره أن يقول نسيت آيةكذا بل يقول أنسيتها أو أسقطتها فقد ثبت في الصحيحين عن عبدالله بن مسعود رضي اللهعنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقول أحدكم نسيت آية كذا وكذا بل هوشيء نسي وفي رواية في الصحيحين أيضا بئسما لأحدكم أن يقول نسيت آية كيت وكيت بل هونسي وثبت في الصحيحين أيضا عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم سمعرجلا يقرأ فقال رحمه الله لقد ذكرني آية كنت أسقطتها وفي رواية في الصحيح كنتأنسيتها وأما ما رواه ابن أبي داود عن أبي عبدالرحمن السلمي التابعي الجليل أنه قاللا تقل أسقطت آية كذا قل أغفلت فهو خلاف ما ثبت في الحديث الصحيح فالاعتماد علىالحديث وهو جواز أسقطت وعدم الكراهة فيه
فصل
يجوز أن يقال سورة البقرة وسورة آلعمران وسورة النساء وسورة المائدة وسورة الأنعام وكذا الباقي لا كراهة في ذلك وكرهبعض المتقدمين هذا وقال يقال السورة التي يذكر فيها البقرة والسورة التي يذكر فيهاآل عمران والسورة التي يذكر فيها النساء وكذا البواقي والصواب الأول فقد ثبت فيالصحيحين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله سورة البقرة وسورة الكهف وغيرهمامما لا يحصى وكذلك عن الصحابة رضي الله تعالى عنهم قال ابن مسعود هذا مقام الذيأنزلت عليه سورة البقرة وعنه في الصحيحين قرأت على رسول الله صلى الله عليه وسلمسورة النساء والأحاديث وأقوال السلف في هذا أكثر من أن تحصر وفي السورة لغتان الهمزوتركه والترك أفصح وهو الذي جاء به القرآن وممن ذكر اللغتين ابن قتيبة في غريبالحديث
فصل
ولا يكره أن يقال هذه قراءة أبي عمرو أو قراءة نافع أو حمزة أو ينوي أوغيرهم هذا هو المختار الذي عليه السلف والخلف إنكار وروى ابن أبي داود عن إبراهيمالنخعي أنه قال كانوا يكرهون أن يقال سنة فلان وقراءة فلان والصحيح ما قدمناه
فصل
لا يمنع الكافر من سماع القرآن لقول الله تعالى وإن أحد من المشركين استجارك فأجرهحتى يسمع كلام الله ويمتنع من مس المصحف وهل يجوز تعليمه القرآن قال أصحابنا إن كانلا يرجى إسلامه لم يجز تعليمه وإن رجي إسلامه فوجهان أصحهما يجوز رجاء إسلامهوالثاني لا يجوز كما لا يجوز بيع المصحف منه وإن رجي إسلامه وأما إذا رأيناه يتعلمفهل يمنع فيه وجهان
فصل
اختلف العلماء في كتابة القرآن في إناء ثميغسل ويسقى المريض فقال الحسن ومجاهد وأبو قلابة والأوزاعي لا بأس به وكرهه النخعيقال القاضي حسين والبغوي وغيرهما من أصحابنا ولو كتب القرآن على الحلوى وغيرها منالأطعمة فلا بأس بأكلها قال القاضي ولو كان خشبة كره إحراقها
فصل
مذهبنا أنه يكرهنقش الحيطان والثياب بالقرآن وبأسماء الله تعالى قال عطاء لا بأس بكتب القرآن فيقبلة المسجد وأما كتابة الحروز من القرآن فقال مالك لا بأس به إذا كان في قصبة أوجلد وخرز عليه وقال بعض أصحابنا إذا كتب في الخرز قرآنا مع غيره فليس بحرام ولكنالأولى تركه لكونه يحمل في حال الحدث وإذا كتب يصان بما قاله الإمام مالك رحمه اللهوبهذا أفتى الشيخ أبو عمرو بن الصلاح رحمه الله
فصل
في النفث مع القرآن للرقية روىابن أبي داود عن أبي جحيفة الصحابي رضي الله عنه واسمه وهب بن عبدالله ذلك وعنالحسن البصري وإبراهيم النخعي أنهم كرهوا ذلك والمختار أن مكروه بل هو سنة مستحبةفقد ثبت عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أوى إلى فراشهكل ليلة جمع كفيه ثم نفث فيهما فقرأ فيهما قل هو الله أحد وقل أعوذ برب الفلق وقلأعوذ برب الناس ثم مسح بهما ما استطاع من جسده يبدأ بهما على رأسه ووجهه وما أقبلمن جسده يفعل ذلك ثلاث مرات رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما وفي روايات في الصحيحينزيادة على هذا ففي بعضها قالت عائشة رضي الله عنها فلما اشتكى كان يأمرني أن أفعلذلك به وفي بعضها كان النبي صلى الله عليه وسلم ينفث على نفسه في المرض الذي ماتفيه بالمعوذات قالت عائشة رضي الله عنها فلما ثقل كنت أنفث عليه بهن وأمسح بيد نفسهلبركتها وفي بعضها كان إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوذات وينفث قال أهل اللغةالنفث نفخ لطيف بلا ريق والله أعلم
الباب الثامن
في الآيات والسورالمستحبة في روينا وأحوال مخصوصة
اعلم أن هذا الباب واسع جدا لا يمكن حصره لكثرة ما جاء فيه ولكن نشير إلىأكثره أو كثير منه بعبارات وجيزة فإن أكثر الذي نذكره فيه معروف للخاصة والعامةولهذا لا أذكر الأدلة في أكثره فمن ذلك كثرة الاعتناء بتلاوة القرآن في شهر رمضانوفي العشر الأول من ذي الحجة ويوم عرفة ويوم الجمعة وبعد الصبح وفي الليل وينبغي أنيحافظ على قراءة يس والواقعة وتبارك الملك
فصل
السنة أن يقرأ في صلاة الصبح يومالجمعة بعد الفاتحة في الركعة الأولى سورة ألم تنزيل بكمالها وفي الثانية هل أتىعلى الإنسان بكمالها ولا يفعل ما يفعله كثير من أئمة المساجد من الاقتصار على آياتمن كل واحدة منهما مع تمطيط القراءة بل ينبغي أن يقرأهما بكمالهما ويدرج قراءته معترتيل والسنة أن يقرأ في صلاة الجمعة في الركعة الأولى سورة الجمعة بكمالها وإن شاءسبح اسم ربك الأعلى وفي الثانية هل أتاك حديث الغاشية فكلاهما صحيح عن رسول اللهصلى الله عليه وسلم وليتجنب الاقتصار على البعض وليفعل ما قدمناه والسنة في صلاةالعيد في الركعة الأولى سورة ق وفي الثانية سورة اقتربت الساعة بكمالها وإن شاء سبحو هل أتاك فكلاهما صحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وليجتنب الاقتصار علىالبعض
فصل
ويقرأ في ركعتي سنة الفجر بعد الفاتحة الأولى قل يا أيها الكافرون وفيالثانية قل هو الله أحد وإن شاء قرأ في الأولى قولوا آمنا بالله وما أنزل إليناالآية وفي الثانية قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم الآيةفكلاهما صحيح من فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقرأ في سنة المغرب قل يا أيهاالكافرون و قل هو الله أحد ويقرأ بهما أيضا في ركعتي الطواف وركعتي الاستخارة ويقرأمن أوتر بثلاث ركعات في الركعة الأولى سبح اسم ربك الأعلى وفي الثانية قل يا أيهاالكافرون وفي الثالثة قل هو الله أحد والمعوذتين
فصل
ويستحب أن يقرأ سورة الكهف يومالجمعة لحديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه وغيره فيه قال الإمام الشافعي في الأمويستحب أن يقرأها أيضا ليلة الجمعة ودليل هذا ما رواه أبو محمد الدارمي بإسناده عنأبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال من قرأ سورة الكهف ليلة الجمعة أضاء له النورفيما بينه وبين البيت العتيق وذكر الدارمي حديثا في استحباب قراءة سورة هود يومالجمعة وعن مكحول التابعي الجليل استحباب قراءة آل عمران يوم الجمعة
فصل
ويستحبالإكثار من تلاوة آية الكرسي في جميع المواطن وأن يقرأها كل ليلة إذا أوى إلى فراشهوأن يقرأ المعوذتين عقب كل صلاة فقد صح عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال أمرنيرسول الله صلى الله عليه وسلم أن أقرأ المعوذتين دبر كل صلاة رواه أبو داودوالترمذي والنسائي قال الترمذي حديث حسن صحيح
فصل
يستحب أن يقرأ ثم النوم آيةالكرسي و قل هو الله أحد والمعوذتين وآخر سورة البقرة فهذا مما يهتم له ويتأكدالاعتناء به فقد ثبت فيه أحاديث صحيحة عن أبي مسعود البدري رضي الله عنه أن رسولالله صلى الله عليه وسلم قال الآيتان من آخر سورة البقرة من قرأ بهما في ليلة كفتاهقال جماعة من اهل العلم كفتاه عن قيام الليل وقال آخرون كفتاه المكروه في ليلته وعنعائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان كل ليلة يقرأ قل هو الله أحدوالمعوذتين وقد قدمناه في
فصل
النفث بالقرآن وروي عن أبي داود بإسناده عن علي كرمالله وجهه قال ما كنت أرى أحدا يعقل دخل في الإسلام ينام حتى يقرأ آية الكرسي وعنعلي كرم الله وجهه أيضا قال ما كنت أرى أحدا يعقل ينام قبل أن يقرأ الآيات الثلاثالأواخر من سورة البقرة إسناده صحيح على شرط البخاري ومسلم وعن عقبة بن عامر رضيالله عنه قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تمر بك ليلة إلا قرأت فيها قلهو الله أحد والمعوذتين فما أتت علي ليلة إلا وأنا أقرؤهن وعن إبراهيم النخعي قالكانوا يستحبون أن يقرؤوا هذه السور كل ليلة ثلاث مرات قل هو الله أحد والمعوذتينإسناده صحيح على شرط مسلم وعن إبراهيم أيضا كانوا يعلمونهم إذا أووا إلى فراشهم أنيقرؤوا المعوذتين وعن عائشة رضي الله عنها كان النبي صلى الله عليه وسلم لا ينامحتى يقرأ الزمر وبني إسرائيل رواه الترمذي وقال حسن ويستحب أن يقرأ إذا استيقظ منالنوم كل ليلة آخر آل عمران من قوله تعالى إن في خلق السماوات والأرض إلى آخرها فقدثبت في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ خواتيم آل عمران إذااستيقظ
فصل
فيما يقرأ ثم المريض يستحب أن يقرأ ثم المريض بالفاتحة لقوله صلى اللهعليه وسلم في الحديث الصحيح فيها وما أدراك أنها رقية ويستحب أن يقرأ عنده قل هوالله أحد و قل أعوذ برب الفلق و قل أعوذ برب الناس مع النفث في اليدين فقد ثبت فيالصحيحين من فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد تقدم بيانه في
فصل
النفث في آخرالباب الذي قبل هذا وعن طلحة بن مطرف قال كان المريض إذا قرئ عنده القرآن وجد لذلكخفة فدخلت على خيمته وهو مريض فقلت إني أراك اليوم صالحا فقال إني قرئ عندي القرآنوروى الخطيب أبو بكر البغدادي رحمه الله بإسناده أن الرمادي رضي الله عنه كان إذااشتكى شيئا قال هاتوا أصحاب الاحديث فإذا حضروا قال اقرؤوا علي الحديث فهذا فيالحديث فالقرآن أولى
فصل
فيما يقرأ ثم الميت قال العلماء من أصحابنا وغيرهم يستحبأن تقرأ عنده يس لحديث معقل بن يسار رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قالاقرؤوا يس على موتاكم رواه أبو داود والنسائي في عمل اليوم والليلة وابن ماجهبإسناد ضعيف وروى مجالد عن الشعبي قال كانت الأنصار إذا حضروا ثم الميت قرؤوا سورةالبقرة ومجالد ضعيف والله أعلم
الباب التاسع
في كتابة القرآن وإكرامالمصحف
اعلم أن القرآن العزيز كان مؤلفا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم على ما هوفي المصاحف اليوم ولكن لم يكن مجموعا في مصحف بل كان محفوظا في صدور الرجال فكانطوائف من الصحابة يحفظونه كله وطوائف يحفظون أبعاضا منه فلما كان زمن أبي بكرالصديق رضي الله عنه وقتل كثير من حملة القرآن خاف موتهم واختلاف من بعدهم فيهفاستشار الصحابة رضي الله عنهم في كم في مصحف فأشاروا بذلك فكتبه في مصحف وجعله فيبيت حفصة أم المؤمنين رضي الله عنها فلما كان في زمن عثمان رضي الله عنه وانتشرالإسلام خاف عثمان وقوع الاختلاف المؤدي إلى ترك شيء من القرآن أو الزيادة فيه فنسخمن ذلك المجموع الذي ثم حفصة الذي أجمعت الصحابة عليه مصاحف وبعث بها إلى البلدانوأمر بإتلاف ما خالفها وكان فعله هذا باتفاق منه ومن علي بن أبي طالب وسائر الصحابةوغيرهم رضي الله عنهم وإنما لم يجعله النبي صلى الله عليه وسلم في مصحف واحد لماكان يتوقع من زيادته ونسخ بعض المتلو ولم يزل ذلك التوقع إلى وفاته صلى الله عليهوسلم فلما أمن أبو بكر وسائر أصحابه ذلك التوقع واقتضت المصلحة كم فعلوه رضي اللهعنهم واختلفوا في عدد المصاحف التي بعث بها عثمان فقال الإمام أبو عمرو الداني أكثرالعلماء على أن عثمان كتب أربع نسخ فبعث إلى البصرة إحداهن وإلى الكوفة أخرى وإلىالشام أخرى وحبس عنده أخرى وقال أبو حاتم السجستاني كتب عثمان سبعة مصاحف بعث واحداإلى مكة وآخر إلى الشام وآخر إلى اليمن وآخر إلى البحرين وآخر إلى البصرة وآخر إلىالكوفة وحبس بالمدينة واحدا وهذا مختصر ما يتعلق بأول جمع المصحف وفيه أحاديث كثيرةفي الصحيح وفي المصحف ثلاث لغات ضم الميم وكسرها وفتحها فالضم والكسر مشهورتانوالفتح ذكرها أبو جعفر النحاس وغيره
فصل
اتفق العلماء على استحباب كتابة المصاحفوتحسين كتابتها وتبيينها وإيضاحها وتحقق الخط دون مشقة وتعليقه قال العلماء ويستحبنقط المصحف وشكله فإنه صيانة من اللحن فيه وتصحيفه وأما كراهة الشعبي والنخعي النقطفإنما كرهاه في ذلك الزمان خوفا من التغيير فيه وقد أمن ذلك اليوم فلا منع ولايمتنع من ذلك لكونه محدثا فإنه من المحدثات الحسنة فلم يمنع منه كنظائره مثل تصنيفالعلم وبناء المدارس والرباطات وغير ذلك والله أعلم
فصل
لا تجوز كتابة القرآن بشيء نجس
وتكره كتابته على الجدران عندنا وفيه مذهب عطاء الذي قدمناه وقد قدمنا أنهإذا كتب على الأطعمة فلا بأس بأكلها وأنه إذا كتب على خشبة كرهإحراقها
فصل
أجمع المسلمون على وجوب صيانة المصحف واحترامه
قال أصحابنا وغيرهم ولو ألقاه مسلم في القاذورة والعياذ بالله تعالى صارالملقي كافرا قالوا ويحرم توسده بل توسد آحاد كتب العلم حرام ويستحب أن يقوم للمصحفإذا قدم به عليه لأن القيام مستحب للفضلاء من العلماء والأخيار فالمصحف أولى وقدقررت دلائل استحباب القيام في الجزء الذي جمعته فيه وروينا في مسند الدارمي بإسنادصحيح عن ابن أبي مليكة أن عكرمة بن أبي جهل رضي الله عنه كان يضع المصحف على وجههويقول كتاب ربي كتاب ربي
فصل
تحرم المسافرة بالمصحف إلى أرض العدو إذا خيف وقوعه فيأيديهم للحديث المشهور في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن يسافربالقرآن إلى ارض العدو ويحرم بيع المصحف من الذمي فإن باعه ففي صحة البيع قولانللشافعي أصحهما لا يصح والثاني يصح ويؤمر في الحال بإزالة ملكه عنه ويمنع المجنونوالصبي الذي لا يميز من مس المصحف مخافةمن انتهاك حرمته وهذا المنع واجب على الوليوغيره ممن رآه يتعرض لحمله
فصل
يحرم على المحدث مس المصحف وحمله سواء حمله بعلاقتهأو بغيرها سواء مس نفس الكتابة أو الحواشي أو الجلد ويحرم مس الخريطة والغلافوالصندوق إذا كان فيهن المصحف هذا هو المذهب المختار وقيل لا تحرم هذه الثلاثة وهوضعيف ولو كتب القرآن في لوح فحكمه حكم المصحف سواء قل المكتوب أو كثر حتى لو كانبعض آية كتب للدراسة حرم مس اللوح
فصل
إذا تصفح المحدث أو الجنب أوالحائض أوراق المصحف بعود أو شبهه ففي جوازه وجهان لأصحابنا أظهرهما جوازه وبه قطعالعراقيون من أصحابنا ماس ولا حامل لأنه يعد حاملا للورقة والورقة كالجميع وأما إذالف كمه على يده وقلب الورقة فحرام بلا خلاف وغلط بعض أصحابنا فحكى فيه وجهينوالصواب القطع بالتحريم لأن القلب يقع باليد لا بالكم
فصل
إذا كتب الجنب أو المحدثمصحفا إن كان يحمل الورقة أو جسها حال الكتابة فحرام وإن لم يحملها ولم يمسها ففيهثلاثة أوجه الصحيح جوازه والثالث يجوز للمحدث ويحرم على الجنب
فصل
إذا مس المحدث أو الجنب أو الحائض أو حمل كتابا من كتبالفقه أو غيره من العلوم وفيه آيات من القرآن أو ثوبا مطرزا بالقرآن أو دراهم أودنانير منقوشة به أو حمل متاعا في جملته مصحف أو لمس الجدار أو الحلوى أو الخبزالمنقوش به فالمذهب الصحيح جواز هذا كله لأنه ليس بمصحف وفيه وجه أنه حرام وقالأقضى القضاة أبو حسن الماوردي في كتابه الحاوي يجوز مس الثياب المطرزة بالقرآن ولايجوز لبسها بلا خلاف لأن المقصود بلبسها التبرك بالقرآن وهذا الذي ذكره أو قالهضعيف لم يوافقه أحد عليه فيما رأيته بل صرح الشيخ أبو محمد الجويني وغيره بجوازلبسها وهذا هو الصواب والله أعلم وأما كتب تفسير القرآن فإن كان القرآن فيها أكثرمن غيره حرم مسها وحملها وإن كان غيره أكثر كما هو الغالب ففيها ثلاثة أوجه أصحهالا يحرم والثاني يحرم والثالث إن كان القرآن بخط متميز بغلظ أو حمرة أو غيرها حرموإن لم يتميز لم يحرم قلت ويحرم المس إذا استويا قال صاحب التتمة من أصحابنا وإذاقلنا لا يحرم فهو مكروه وأما كتب حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن لم يكنفيها آيات من القرآن لم يحرم مسها والأولى أن لا تمس إلا على طهارة وإن كان فيهاآيات من القرآن لم يحرم على المذهب وفيه وجه أنه يحرم وهو الذي في كتب الفقه وأماالمنسوخ تلاوته كالشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة وغير ذلك فلا يحرم مسه ولاحمله قال أصحابنا وكذلك التوراة والإنجيل
فصل
إذا كان في موضع من بدن المتطهر معفوعنها حرم عليه مس المصحف بموضع النجاسة بلا خلاف ولا يحرم بغيره على المذهب الصحيحالمشهور الذي قاله جماهير أصحابنا وغيرهم من العلماء وقال أبو القاسم الصيمري منأصحابنا يحرم وغلطه أصحابنا في هذا قال القاضي أبو الطيب هذا الذي قاله مردودبالإجماع ثم على المشهور قال بعض أصحابنا إنه مكروه والمختار أنه ليس بمكروه
فصل
منلم يجد ماء فتيمم حيث يجوز التيمم له مس المصحف سواء كان تيممه للصلاة أو لغيرهامما يجوز التيمم له وأما من لم يجد ماء ولا ترابا فإنه يصلي على حسب حاله ولا يجوزله مس المصحف لأنه محدث جوزنا له الصلاة للضرورة ولو كان معه مصحف ولم يجد من يودعهعنده وعجز عن الوضوء جاز له حمله للضرورة قال القاضي أبو الطيب ولا يلزمه التيمموفيما قاله نظر وينبغي أن يلزمه التيمم أما إذا خاف على المصحف من حرق أو غرق أووقوع في نجاسة أو حصوله في يد كافر فإنه يأخذه ولو كان محدثا للضرورة
فصل
هل يجبعلى الولي والمعلم تكليف الصبي المميز الطهارة لحمل المصحف واللوح اللذين يقرأفيهما فيه وجهان مشهوران أصحهما ثم الأصحاب لا يجب للمشقة
فصل
يصح بيع المصحفوشراؤه ولا كراهة في شرائه وفي كراهة بيعه وجهان لأصحابنا أصحهما وهو نص الشافعيأنه يكره ومن قال لا يكره بيعه وشراؤه الحسن البصري وعكرمة والحكم بن عيينة وهومروي عن ابن عباس وكرهت طائفة من العلماء بيعه وشراؤه وحكاه ابن المنذر عن علقمةوابن سيرين والنخعي وشريح ومسروق وعبدالله بن زيد وروي عن عمر وأبي موسى الأشعريالتغليظ في بيعه وذهبت طائفة إلى الترخيص في الشراء وكراهة البيع حكاه ابن المنذرعن ابن عباس وسعيد بن جبير وأحمد بن حنبل وإسحق بن راهويه والله أعلم
البابالعاشر
في ضبط الأسماء واللغات المذكورة في الكتاب على ترتيبوقوعها
هي كثيرة واستيفاء ضبطها وإيضاحها وبسطها يحتمل مجلدة ضخمة لكني أشير إليهابأوجز الإشارات وأرمز إلى مقاصدها بأخصر العبارات وأقتصر على الأصح في معظم الحالاتفأول ذلك في الخطبة الحمد أي الثناء الكريم في صفات الله تعالى المتفضل ذلك والمنانروينا عن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه أن معناه الذي يبدأ بالنوال قبل السؤالالطول فلهذا والسعة الهداية التوفيق واللطف ويقال هدانا للإيمان وهدانا الإيمانوهدانا إلى الإيمان سائر بمعنى الباقي لديه عنده سمي رآه محمدا صلى الله عليه وسلملكثرة خصاله المحمودة قاله ابن فارس وغيره أي ألهم الله تعالى أهله ذلك لما علم منجميل صفاته وكرم شمائله زاده الله شرفا وكرما تحدى قال أهل اللغة يقال فلان يتحدىفلانا إذا باراه ونازعه الغلبة قوله بأجمعهم بضم الميم وفتحها لغتان مشهورتان أيجميعهم وأفحم أي قطع وغلب لا أصحهما بضم اللام ويجوز فتحها والياء فيهما مفتوحةويجوز ضمها مع كسر اللام يقال خلق الشيء وأخلق إذا بلي والمراد هنا لا تذهب جلالتهوحلاوته استظهره حفظه ظاهرا الحدثان بفتح الحاء والدال هو والحدث والحادثة والحدثىبمعنى واحد وهو وقوع ما لم يكن الملوان الليل والنهار الرضوان بكسر الراء وضمهاالأنام الخلق على المذهب المختار ويقال أيضا الأنيم الدامغات الكاسرات القاهراتالطغام بفتح الطاء المهملة والغين المعجمة هم لعقبك الناس الأماثل الخيار واحدهمأمثل وقد مثل الرجل بضم الثاء صار فاضلا خيارا الأعلام جمع علم وهو ما يستدل به علىالطريق من جبل وغيره سمي العالم البارع بذلك لأنه يهتدى به النهي العقول واحدهانهية بضم النون لأنها تنهى صاحبها عن القبائح وقيل لأن صاحبها ينتهي إلى عقله ورأيهقال أبو يجوز أن يكون النهي مصدرا وأن يكون جمعا كالغرف دمشق بكسر الدال وفتح الميمعلى المشهور وحكى صاحب مطالع الأنوار كسر الميم أيضا المختصر ما قل لفظه وكثرتمعانيه العتيدة الحاضرة المعدة أبتهل أتضرع التوفيق خلق قدرة الطاعة حسبنا الله أيكافينا الوكيل الموكل إليه وقيل الموكل إليه تدبير خلقه بمصالح خلقه وقيل الحافظآناء الليل ساعاته وفي واحدها أربع لغات أنى وإنى بكسر الهمزة وفتحها وإني وإنوبالياء والواو والهمزة مكسورة فيهما الآلاء النعم في واحدها اللغات الأربع ألى وإلىوالى وألو حكى هذا كله الواحدي الإنفاق الممدوح في الشرع إخراج المال في طاعة اللهتعالى تجارة لن تبور أي لن تهلك وتفسد السفرة الملائكة الكتبة البررة جمع بار وهوالمطيع ويتتعتع أي يشتد ويشتق أبو موسى الأشعري عبدالله بن قيس منسوب إلى الأشعر جدالقبيلة الأترجة بضم الهمزة والراء وهي معروفة قال الجوهري قال أبو زيد ويقال ترنجةفي صحيح البخاري في كتاب الأطعمة في هذا الحديث مثل الأترنجة أبو أمامة الباهلياسمه صدي بن عجلان منسوب إلى باهلة قبيلة معروفة الحسد تمني زوال النعمة عن غيرهوالغبطة مثلها زوالها والحسد حرام والغبطة في الخير محمودة محبوبة والمراد بقولهصلى الله عليه وسلم لا حسد إلا في اثنتين أي لا غبطة محمودة يتأكد الاهتمام بها إلافي اثنين الترمذي منسوب إلى ترمذ قال أبو سعيد السمعاني هي بلدة قديمة على طرف بلخالذي يقال له جيحون ويقال بالنسبة إليها ترمذي بكسر التاء والميم وبضمها وبفتحالتاء مع كسر الميم ثلاثة أوجه حكاها السمعاني أبو سعيد الخدري اسمه سعد بن مالكمنسوب إلى بني خدرة وأبو داود السجستاني اسمه سليمان بن الأشعث النسائي هو أبوعبدالرحمن أحمد بن شعيب أبو مسعود البدري اسمه عقبة بن عمر وقال جمهور العلماء سكنبدرا ولم يشهدها وقال الزهري والبخاري وغيرهما شهدها مع رسول الله صلى الله عليهوسلم الدارمي هو أبو محمد عبدالله بن عبدالرحمن منسوب إلى دارم جد قبيلة شعائر اللهتعالى معالم دينه واحدتها شعيرة قال الجوهري ويقال في الواحدة شعارة البزار صاحبالمسند بالراء في آخره لحد القبر بفتح اللام وضمها لغتان مشهورتان والفتح أفصح وهوشق في جانبه القبلي يدخل فيه الميت يقال لحدت الميت وألحدته أبو هريرة اسمهعبدالرحمن بن صخر على الأصح من نحو ثلاثين قولا كني بهريرة كانت له في صغره وهو أولمن كني بهذا آذنني بالحرب أعلمني ومعناه أظهر محاربتي أبو حنيفة بن النعمان بن ثابتبن زوطي الإمام الشافعي أبو عبدالله محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بنالسائب بن عبيد بن عبد يزيد بن يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف بن قصي الثلببفتح الثاء المثلثة وإسكان اللام هو العيب حنفاء جمع حنيف وهو المستقيم وقيل المائلإلى الحق المعرض عن الباطل المرعشي بفتح الميم وإسكان الراء وفتح العين المهملةالتستري بضم التاء الأولى وفتح الثانية وإسكان السين المهملة بينهما منسوب إلى تسترالمدينة المعروفة الإمام المحاسبي بضم الميم قال السمعاني قيل له ذلك لأنه كانيحاسب نفسه وهو ممن جمع له علم الظاهر والباطن عرف الجنة بفتح العين وإسكان الراءوبالفاء ريحها فليتبوأ مقعده من النار أي فلينزله وقيل فليتخذه وقيل هو دعاء وقيلخبر الدلالة بفتح الدال وكسرها ويقال دلولة بضم الدال واللام الطوية بفتح الطاءوكسر الواوقال أهل اللغة هي الضمير التراقي جمع ترقوة وهو العظم الذي بين نقرةالنحر والعاتق يجلسون حلقا يقال بفتح الحاء وكسرها لغتان ابن ماجه هو أبو عبداللهبن محمد بن يزيد أبو الدرداء اسمه عويمر وقيل عامر يحنو على الطالب أي يعطف عليهويشفق أيوب السختياني بفتح السين وكسر التاء قال أبو عمر بن عبدالبر كان أيوب يبيعالجلود بالبصرة ولهذا قيل السختياني البراعة مصدر برع الرجل وبرع بفتح الراء وضمهاإذا فاق أصحابه حلقة العلم ونحوها بإسكان اللام هذه
هي اللغةالفصيحة المشهورةويقال بفتحها في لغة قليلة حكاها ثعلب والجوهري وغيرهما الرفعة بضم الراء وكسرهالغتان قعدة المتعلمين بكسر القاف المعشر الجماعة الذين أمرهم واحد قوله شذا بالنهارأي يعملون بما فيها أبو سليمان الخطابي منسوب إلى جد من أجداده اسمه الخطاب واسمأبي سليمان محمد بن محمد بن إبراهيم بن الخطاب وقيل اسمه أحمد الزهري هو أبو بكرمحمد بن مسلم بن عبيدالله بن عبدالله بن شهاب بن عبدالله بن الحارث بن زهرة بن كلاببن مرة بن كعب البصري بفتح الباء وكسرها الشعبي بفتح الشين اسمه عامر بن شراحيلبفتح الشين تميم الداري منسوب إلى دارين موضع بالساحل ويقال تميم الديري نسبة إلىدير كان يتعبد فيه ذلك وقد أوضحت الخلاف فيه في أول شرح صحيح مسلم سليم بن عترةبكسر العين المهملة وإسكان التاء الشاة فوق الدورقي بدال مهملة مفتوحة ثم واو ساكنةثم راء مفتوحة ثم قاف ثم ياء النسب قيل إنها نسبة إلى القلانس الطوال التي تسمىالدورقية وقيل كان أبونا ناسكا أي عابدا وكان في ذلك الزمن يسمون الناسك دورقياوقيل نسبة إلى دورق بلدة بفارس أو غيرها منصور بن زاذان بالزاي والذال المعجمة قولهيحتبي أي ينصب ساقيه ويحتوي على ملتقى ساقيه وفخذيه بيديه أو بثوب والحبوة بضمالحاء وكسرها لغتان هي ذلك الفعل الهذرمة بالذال المعجمة سرعة الكلام الخفي الغزاليهو محمد بن محمد بن محمد بن أحمد وهكذا يقال بتشديد الزاي وقد روي عنه أنه أنكر هذاوقال إنما أنا الغزالي بتخفيف الزاي منسوب إلى قرية من قرى طوس يقال لها غزالة طلحةبن مصرف بضم الميم وفتح الصاد وكسر الراء وقيل يجوز فتح الراء وليس بشيء أبو الأحوصبالحاء والصاد المهملتين واسمه عوف بن مالك الجشمي بضم الجيم وفتح الشين المعجمةمنسوب إلى جشم جد القبيلة الفسطاط فيه ست لغات فستاط بالتاء بدل الطاء وفساط بتشديدالسين والفاء فيهن مضمومة ومكسورة والمراد به الخيمة والمنزل الدوي بفتح الدال وكسرالواو وتشديد لا يفهم النخعي بفتح النون والخاء منسوب إلى النخعي جد قبيلة حلب شاةبفتح اللام ويجوز إسكانها في لغة قليلة الرقاشي بفتح الراء وتخفيف القاف القذاةكالعود وفتات الخرق ونحوها مما يكنس المسجد منه سليمان بن يسار بالمثناة ثم السينالمهملة أبو أسيد بضم الهمزة وفتح السين اسمه مالك بن ربيعة شهد بدرا تنطحني بكسرالطاء وفتحها منتشر جدا بكسر الجيم وهو مصدر الأشنان بضم الهمزة وكسرها لغتانذكرهما أبو عبيدة وابن الجواليقي هو فارسي معرب وهو بالعربية المحضة حرض وهمزةأشنان أصلية كراسي أضراسه يجوز فيه التشديد والتخفيف والروياني بضم الراء وإسكانالواو منسوب إلى رويان قوله على حسب حاله هو بفتح السين أي على قدر طاقته الحماممعروف وهو مذكر ثم أهل اللغة الحشوش مواضع العذرة والبول المتخذة له واحدها حش بفتحالحاء وضمها لغتان حجر الإنسان بفتح الحاء وكسرها الجنازة بكسر الجيم وفتحها من جنزإذا ستر بهز بن حكيم هو بفتح الباء وإسكان الهاء وبالزاي بينها بضم الزاي أحمد بنأبي الحواري بفتح الحاء وكسر الراء ومنهم من يفتح الراء وكان شيخنا أبو البقاء خالدالنابلسي رحمه الله يحكيه وربما اختاره وكان علامة وقته في هذا الفن مع كمال تحقيقهفيه واسم أبي الحواري عبدالله بن ميمون بن عباس بن الحرث الجرعي بضم الجيم والراءأبو الجوزاء بفتح الجيم وبالزاي اسمه أوس بن عبدالله وقيل أوس بن عبدالله وقيل أوسبن خالد حبتر بحاء مهملة مفتوحة ثم باء موحدة ساكنة ثم تاء مثناة من فوق مفتوحة ثمراء الرجل الصالح بحقوق الله تعالى وحقوق العباد كذا قاله الزجاج وصاحب المطالعوغيرهما أبو ذر اسمه جندب وقيل برير بضم الموحدة وتكرير الراء اجترحوا السيئاتاكتسبوها الشعار بكسر الشين العلامة الشراك بكسر الشين هو السير الرقيق الذي يكونفي النعل على ظهر القدم أم سلمة عدا هند وقيل رملة وليس بشيء عبدالله بن مغفل بضمالميم وفتح الغين المعجمة والفاء اللغط بفتح الغين وإسكانها لغتان هو اختلاطالأصوات الجمعة بضم الميم وإسكانها وفتحها قاله الفراء والواحدي المعوذتان بكسرالواو الأوزاعي اسمه عبدالرحمن بن عمر إمام الشام في آلاف منسوب إلى موضع ببابالفراديس من دمشق يقال له الأوزاع وقيل إلى قبيلة ذلك عرزب بعين مهملة مفتوحة ثمراء ساكنة ثم زاي مفتوحة ثم باء موحدة بريدة بن الحصيب بضم الحاء وفتح الصادالمهملتين فضالة بفتح الفاء لله أشد أذنا بفتح الهمزة والذال أي استماعا القينةبفتح القاف المغنية طوبى أي خير لهم كذا قاله أهل اللغة الأعمش سليمان بن مهران أبوالعالية بالعين المهملة اسمه رفيع بضم الراء أبو لبابة الصحابي بضم اللام اسمه بشيروقيل رفاعة بن عبدالمنذر الغشمة الظلمة قوله عيناه تذرفان أي ينصب دمعهما وهو بفتحالتاء الشاة من فوق وكسر الراء فما خطبكم أي شأنكم الأيام المعدودات أيام التشريقالثلاثة بعد يوم النحر تشميت العاطس هو بالشين وبالسين القفال المذكور هنا المروزيعبدالله بن أحمد يقرن بضم الراء على اللغة الفصيحة وفي لغة بكسرها البغوي منسوب إلىبغ مدينة بين هراة ومرو ويقال لها أيضا بغشور واسمه الحسين بن مسعود الآصال جمعأصيل وهو آخر النهار وقيل ما بين العصر وغروب الشمس زبيد بن الحرث بضم الزاي وبعدهاموحدة مفتوحة سبوح قدوس بضم أولهما وبالفتح لغتان مشهورتان أبو قلابة بكسر القافوفتح اللام وتخفيفها وبالياء الموحدة اسمه عبدالله بن زيد يحيى بن وثاب بثاء مثلثةمشددة معان بن رفاعة بضم الميم فتكون وآخره نون الشخير بكسر الشين والخاء مشددةالحكم بن عتيبة هو بتاء مثناة من فوق ثم مثناة من تحت ثم موحدة المحيى والمماتالحياة والموت أوزعهم ألههم حمدا يوافي نعمه أي يصل إليها فيحصلها ويكافئ مزيده هوبهمزة آخر يكافئ ومعناه يقوم بشكر ما زادنا من النعم مجالد الراوي عن الشعبي بالجيموكسر اللام الصيمري بفتح الصاد المهملة والميم وقيل بضم الميم وهو غريب وقد بسطتبيانه في تهذيب الأسماء واللغات فهذه أحرف وجيزة في ضبط مشكل ما وقع في هذا الكتابوما بقي منها تركته لظهوره وما ذكرته من الظاهر قصدت بيانه لمن لا يخالط العلماءفإنه ينتفع به إن شاء الله تعالى